مريم سيد
عدد المساهمات : 31 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 17/06/2013 العمر : 25 الموقع : فاكيها
| موضوع: «الأمير الجديد».. مجاهرة بحب مصر ودعم «صامت» للإخوان الخميس يونيو 27, 2013 2:10 am | |
| «إن مساندة مصر واجب على كل عربى سنسأل عنه جميعا أمام الله».. بهذه الكلمات جهر تميم بن حمد، أمير قطر الجديد، بحبه لمصر عقب ثورة ٢٥ يناير. وفى مقابل هذا الدعم العلنى يرى مراقبون أن تميم لن يغير سياسة بلاده الخارجية، خاصة فى دعم جماعة الإخوان المسلمين، لكن نظرا لأنه أكثر ميلا للمحافظة على علاقته بدول الخليج سيكون أكثر تحفظا فى إظهار هذا الدعم وتفضيل العمل فى صمت وهدوء نسبى.
وتميم ترجم حبه لمصر إلى أفعال عديدة خلال الفترة الماضية. فعقب ثورة يناير مباشرة زار تميم عندما كان وليا للعهد مصر والتقى خلالها رئيس المجلس العسكرى الحاكم فى حينه المشير محمد حسين طنطاوى، وكان لقاء مفعما بالمشاعر الطيبة بين الجانبين، أكد خلاله الشيخ تميم استعداد بلاده لمساعدة مصر بكل الطرق، معلنا تبرع قطر بـ٥٠٠ مليون دولار للخزانة المصرية لوقف تدهور الجنيه المصرى أمام الدولار. كما أعلن عن تقديم حزمة مساعدات كبيرة. وكان اللافت علاقات ود بين الجانبين، حيث انتشرت حينها الصورة الشهيرة للمشير طنطاوى وهو يلعب البولينج مع الأمير الشاب.
ولم يفت الشيخ تميم فى هذه الزيارة أن يلتقى مع مجموعة من شباب الثورة من مختلف الأطياف السياسية. وتأكيدا لهذا النهج الداعم للشعب المصرى أعرب تميم خلال لقاء بالدوحة نهاية العام الماضى مع عدد من المفكرين والباحثين والصحفيين العرب عن اعتزازه وفخره بالثورة المصرية ومفجريها من كل الأطياف، مؤكدا استمرار دعم دولة قطر للشعب والحكومة المصرية أيا كانت تلك الحكومة مادام قد اختارها الشعب. وأسهب تميم، خلال اللقاء، فى الحديث عن مصر وتاريخها ودورها فى نصرة القضايا العربية والإسلامية ودورها التنويرى، وقال إن «مساندة مصر واجب على كل عربى سنسأل عنه جميعا أمام الله».
واستمر تميم بن حمد فى دعم الاقتصاد المصرى حتى وصلت القروض والمنح التى أعلنتها قطر لمصر حتى الآن إلى أكثر من ٥ مليارات دولار بخلاف سندات بقيمة ٣ مليارات دولار أمر بتوجيهها، عقب لقائه هشام قنديل رئيس الوزراء مؤخرا. وبعد بروز مشكلة انقطاع الكهرباء بمصر مع دخول الصيف نتيجة نقص غاز محطات الكهرباء، أمر الشيخ تميم بتقديم منحة عبارة عن ٥ شحنات من الغاز الطبيعى المسال قيمتها ٣٠٠ مليون دولار كهدية للشعب المصرى.
بيد أن أكبر تحد سيواجه الأمير الجديد هو ما يتعلق بالاستمرار على سياسة والده التى آثرت التدخل المباشر على خط تفاعلات «الربيع العربى»، والتى من أبرزها دعم الثورات فى مصر وتونس والأنظمة الحاكمة فيها، وهو الأمر الذى أدى إلى إثارة خلافات كامنة مع أكبر الدول الخليجية، المملكة العربية السعودية، فضلاً عن بروز قدر من النفور الشعبى النسبى من قطر من معارضى الإخوان المسلمين.
ويرى مراقبون أن الشيخ «تميم» المعروف عنه التوجهات «المحافظة» وتأييده لجماعة الإخوان وللتغيرات الحادثة على المستوى العربى، سيستمر على منهج الدعم السابق لوالده، لكنه ربما يلجأ إلى الحد من التصريحات وتفضيل العمل فى صمت وهدوء نسبى لمحاولة تجنب المزيد من الخلافات الخليجية- الخليجية من جانب، وانتظار ما ستثمر عنه التحولات التى تمر بمنطقة الشرق الأوسط من جانب آخر. وكل ذلك يعنى أن قطر فى ظل عهد «تميم» ستواصل العمل بمبدأ «صفر أعداء» وربما تعيد النظر نسبياً فى السياسات السابقة، فى سياق إعادة التشكل الجديد لخريطة الشرق الأوسط.
و«صفر أعداء» الذى أرساه رئيس الوزراء حمد بن جاسم جعل قطر تنتهج جميع المتناقضات فى سياستها الخارجية، فتتوسط بين أعداء مختلفين فى سياق سياسة المحاور الإقليمية، وتعتمد على الحليف الأمريكى وتتقارب مع تركيا دون استعداء إيران، وتلعب أدواراً فى القضية الفلسطينية وفى جنوب لبنان دون نقد من إسرائيل.
| |
|