المتظاهرون الأتراك يواصلون التحدى رغم اعتذار الحكومة
كاتب الموضوع
رسالة
Admin مديره الموقع
عدد المساهمات : 954 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 07/05/2013 العمر : 44 الموقع : فاكيها
موضوع: المتظاهرون الأتراك يواصلون التحدى رغم اعتذار الحكومة الخميس يونيو 06, 2013 7:06 pm
تجددت أعمال العنف فى تركيا صباح أمس لليوم السادس على التوالى، حيث لم يمتثل المتظاهرون لدعوة الحكومة إلى وقف تحركهم، رغم اعتذار بولند أرينج نائب رئيس الوزراء عن عنف الشرطة. وانضمت نقابتان بارزتان، أعلنتا إضرابهما عن العمل، إلى المتظاهرين المطالبين باستقالة رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوجان، حيث واصل عشرات آلاف الأشخاص مظاهراتهم فى مختلف أنحاء البلاد ضد الحكومة، فيما يشكل أكبر تحدٍ يواجهه أردوجان منذ وصوله إلى السلطة قبل حوالى ١٠ سنوات.
وغداة ليلة جديدة من المظاهرات وأعمال العنف، شارك «اتحاد نقابات القطاع العام» و«اتحاد نقابات العمال الثوريين» اليساريان، فى مسيرات احتجاج وإضرابات فى كبرى مدن البلاد أمس. واعتبر باكى شينار، المتحدث باسم اتحاد نقابات القطاع العام، أن «اعتذارات (الحكومة) ليست سوى محاولة للحد من الإضرار وفقط لأنهم محرجون»، فيما انطلقت مسيرة اتحاد العمال بمشاركة ممثلى ١١ نقابة للعمال بالقطاع العام، من مقر الاتحاد إلى ميدان «تقسيم» بإسطنبول، للتضامن مع المحتجين. وقدم أعضاء الاتحاد ٤ شروط للحكومة مقابل عودتهم للعمل، وهى تقديم استقالة محافظ ومدير أمن إسطنبول من منصبيهما فوراً، والإبقاء على حديقة «جيزى» العامة بميدان تقسيم، وفتح كل الميادين فى أنحاء المدن التركية للمظاهرات الديمقراطية، وإطلاق سراح كل المعتقلين.
وقبيل ساعات من لقاء بين أرينج، نائب رئيس الوزراء، ومسؤولين عن جمعية الدفاع عن حديقة «جيزى»، التى كان مشروع استهدفها وراء إشعال حركة الاحتجاج الجمعة الماضى، قلل محتجون معتصمون فى الحديقة من توقعاتهم بحدوث تقدم إيجابى إثر اللقاء، وقال أحد المحتجين: «لا نثق بهم ولا نصدقهم، ولكن إذا تم اتفاق سنتصرف وفقاً له»، فيما قال آخر: «نريد اعتذارات من أردوجان، ونريد الإفراج عن المعتقلين، ونريد استقالة حاكم إسطنبول وقائد الشرطة ورئيس الوزراء.. وقتها فقط سنفكر فى وقف المظاهرات».
وكانت الشرطة استخدمت، فى وقت سابق أمس، قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق مئات المتظاهرين الذين تجاهلوا التحذيرات ونزلوا إلى الشارع فى كل من إسطنبول وأنقرة ومدينة هاتاى الجنوبية حيث قتل متظا
هر الاثنين الماضى. كما منعت الشرطة محتجين مناهضين للحكومة من الاقتراب من مكتب أردوجان فى اسطنبول.
وسيطرت الأجواء الاحتفالية على ساحة تقسيم فجر أمس، حيث ارتفعت أنغام الموسيقى التركية المنبعثة من مكبرات للصوت فيما كانت الحشود تصفق، وواصل الآلاف اعتصامهم فى خيام، فى حين ذكرت وكالة «الأناضول» التركية الرسمية أن «أفراد الشرطة والمعتصمين تبادلوا الورود والزهور، فى مختلف المدن التركية، بعد حالة الهدوء التى تسود مناطق الاحتجاجات».
وقال علاء الدين يوكسل من حزب «الشعب الجمهورى» المعارض إنه فى مدينة أزمير، بغرب البلاد، داهمت الشرطة ٣٨ مبنى، وألقت القبض على ٢٥ شخصا للاشتباه فى تحريضهم على التمرد والثورة عبر وسائل التواصل الاجتماعى بتعليقات على الاحتجاجات، فى الوقت الذى ذكرت فيه مجلة «أرابيان بيزنس» على موقعها الإلكترونى، إن نشطاء بتركيا دشنوا حملة باسم «تمرد» لسحب الثقة من نظام أردوجان، على غرار الحملة المصرية. وأوضحت المجلة أن النشطاء الأتراك تداولوا على موقعى التواصل الاجتماعى «فيس بوك» و«تويتر» صورة استمارة «تمرد» باللغة التركية.
وفى تلك الأثناء، أعلنت مجموعة من قراصنة الانترنت، تطلق على نفسها اسم «أنونيموس تركيا» مهاجمة أنظمة الحكومة التركية والحصول على تفاصيل سرية عن موظفين فى مكتب أردوجان، وذلك تضامنا مع الاحتجاجات ضد الحكومة.
وبينما ذكرت وكالة «الأناضول» أن الشرطة التركية أحالت ٧٦ شخصاً اعتقلوا فى مناطق مختلفة من البلاد إلى المحاكمة، ذكر تقرير أعدته أجهزة الأمن التركية أن «أصابع محرضين ووكلاء مخابرات أجنبية» تدخلت فى المظاهرات المناهضة للحكومة بهدف إثارة الفوضى بالبلاد، وأشارت صحيفة «ينى شفق» التركية، التى نقلت التقرير، إلى أن التقرير الأمنى لم يسمِ الدول التى قالت الأجهزة إنها تدس عملاء مخابراتها بتركيا.
ومن ناحيته، لم يعلق أردوجان على الشأن الداخلى خلال مؤتمر صحفى بالجزائر أمس الأول، ومن الممكن أن تلعب عودته إلى تركيا، اليوم عقب جولة فى شمال أفريقيا، وأى تصريحات يدلى بها دوراً محورياً فى الاضطرابات. وقال دبلوماسى قريب من الإدارة التركية «النقطة الأساسية فى اللحظة الراهنة أن يلتزم رئيس الوزراء الصمت.. يبدو أن أى شىء يقوله يثير المشاعر».
ومن جهتها، رحبت الولايات المتحدة باعتذار أرينج، داعية أنقرة إلى التحقيق فى ملابسات أحداث العنف التى تخللت المظاهرات. وحث جو بايدن، نائب الرئيس الأمريكى، الحكومة التركية على «عدم الانحراف عن طريق الديمقراطية واحترام حقوق معارضيها»، فيما أكد، هوجوس مينجاريلى، مدير إدارة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبى «أننا نشهد إعادة تشكيل خريطة المنطقة عن العالم الذى ورثناه من العثمانيين»، لكنه اعتبر أن الوضع الراهن فى تركيا يختلف تماماً عن الوضع فى دول الربيع العربى، بينما نفت إيران التدخل فى الشأن التركى، مطالبة أنقرة، فى الوقت نفسه، بتقديم إيضاحات حول مدى صحة ما تردد عن اعتقال شخص إيرانى فى العاصمة التركية.
المتظاهرون الأتراك يواصلون التحدى رغم اعتذار الحكومة